تسجيل الدخول

الأخبار

 الدوحة تستضيف ندوة الذكاء الاصطناعي في التعليم بالوطن العربي

 09/02/2023

ناقشت الندوة مختلف المواضيع التي تُعنى بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وآفاقه في التعليم في الوطن العربي، بما في ذلك تكنولوجيا الميتافيرس واستخداماتها، واستعراض التجارب العالمية الرائدة في تدريس الذكاء الاصطناعي في مراحل مبكرة من التعليم. كما استعرضت الندوة سبل الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي لضمان توفير فرص تعليم شاملة وذات جودة عالية مدى الحياة، مع ضمان الاستخدام الأخلاقي والشفاف والقابل للتدقيق في البيانات والبرمجيات التعليمية.
شارك في الندوة عدد من  الخبراء العرب المختصين في مجال الذكاء الاصطناعي في التعليم، وخبراء من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وخبراء من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومن جمهورية مصر ومن جمهورية الصين. وذلك وسط حضور كثيف لكبار المسؤولين والأخصائيين بالوزارة ومنسقي المشاريع الإلكترونية بالمدارس الحكومية بالإضافة إلى جهات خارجية بالدولة.
وفي كلمتها الترحيبية استعرضت الأستاذة مها الرويلي وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي التجربة القطرية في مجال الذكاء الاصطناعي  منوّهة بأن دولة قطر لم تكن بعيدة عن هذا التطور إذ قامت بتضمين مواضيع الذكاء الاصطناعي ضمن مناهجها التعليمية وخاصة مادة الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات، واستحدثت المسار التكنولوجي في المرحلة الثانوية، بحيث يُعنى بالمواضيع المتقدمة في تكنولوجيا المعلومات ومنها الذكاء الاصطناعي، كما أطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي العام الماضي نظام قطر للتعليم، والذي يتبنى مفاهيم أساسية للذكاء الاصطناعي كالتعلم التكيفي والتعلم المصغر MicroLearning مؤكدة أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم كأداة قوية تعمل على تغيير طريقة التدريس والتعلم.
وعن التطورات المثيرة في الذكاء الاصطناعي في التعليم، أكدت مقدرة الذكاء الاصطناعي على إحداثِ ثَورةٍ في الطرق التي نتعلم بها ونعلمها، حيث يمكن للمعلمين إنشاء تجارب تعليمية مخصصة للطلاب، وتقديم ملاحظات في الوقت المناسب، وتقديم تدخلات مستهدفة عند الحاجة، مما يؤدي إلى تحسين نتائج الطلاب وبناء تجربة تعلم أكثر جاذبية.
وقالت إن التعلم التكيفي باستخدام الذكاء الاصطناعي يعتبر نهجاً مبتكراً يستفيد من قوة خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتخصيص تجربة التعلم لكل طالب من خلال تحليل قدرات الطلاب واحتياجاتهم، كما يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تقديم تجارب تعليمية مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفريدة لكل طالب، هذا لا يجعل عملية التعلم أكثر فاعلية فحسب، بل يزود الطلاب أيضًا بدافع أكبر للمشاركة والتفاعل.
وأضافت: يُعَدُ مساعد المعلم الذكي تطورًا مثيرًا آخر في مجال الذكاء الاصطناعي في التعليم، حيث يمكنه مساعدة المعلمين في مهام مثل التقييم، وتقديم الملاحظات، وإنشاء خطط الدروس، هذا لا يوفر وقت المعلمين فحسب، بل يسمح لهم أيضًا بالتركيز على ما يفعلونه بشكل أفضل.
ونوّهت بفوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، وقالت لا ينبغي أن يحل محل المعلمين البشريين، بل يجب استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز تجربة التعلم ودعم المعلمين في عملهم، لافتة إلى أن الذكاء الاصطناعي قد حقق في السنوات القليلة الماضية نتائج مبهرة في جميع المجالات ومن أهمها المجال التعليمي، ليتصدر المناقشات الهامة للمنظمات التعليمية الدولية.
وبدوره، أشاد السيد/علي بن عبد الرزاق المعرفي القائم بمهام الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم في مستهل كلمته في الندوة بالحضور النوعي للخبراء والأساتذة الأفاضل للندوة التي تناقش سبل الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي لضمان توفير فرص تعليم شاملة وذات جودة عالية مدى الحياة ،مع ضمان الاستخدام الأخلاقي والشفاف والقابل للتدقيق في البيانات والبرمجيات التعليمية، معرباً عن شكره وتقديره وعميق امتنانه لحرصهم على تعزيز التواصل والتعاون القائم بين الألكسو واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم والوزارات والمؤسسات ذات العلاقة .
وقال السيد المعرفي إن توقيت هذه الندوة العلمية جاء مواكباً للبدء في مشروع تحول التعليم الذي تم اعتماده من دول العالم في مقر الأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر 2022م، والذي كان من بين أهدافه اعتماد إستراتيجية الذكاء الاصطناعي في التعليم ليشمل كل جوانب العمليات التعليمية وتوفير فرص تعليم للجميع ذات جودة عالية، وتوفير فرص لتنمية وبناء قدرات المعلمين نحو التعليم الرقمي والإبداعي لرفع كفاءة وجودة المخرجات التعليمية، مع تطوير طرق وأساليب التعليم والتدريس الإلكتروني.
ونوّه بحرص دولة قطر منذ وقت مبكر على تطبيق التعليم الإلكتروني في مدارسها، إيماناً من المسؤولين بأن التعليم الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات ليسا هدفاً أو غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لإيصال المعرفة وتحقيق الأغراض المرجوّة من التعليم، وجعل الطالب مستعداً لمواجهة متطلبات الحياة العملية بكافة أشكالها والتي أصبحت تعتمد على تكنولوجيا المعلومات في كل المجالات.
وقال السيد المعرفي إن التركيز على تطوير التعليم الإلكتروني أصبح جزءاً من أي خطة أو سياسة أو إستراتيجية تعليمية، متسائلاً عما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيحل محل المعلم؟ مؤكداً في إجابته عدم الاستغناء عن العامل البشري مهما تطورت الوسائل الحديثة، وقال سيبقى دور المعلم محوريّاً، ولكن لا بد أن يختلف من حيث قيمة أو ماهية العملية التعليمية ليصبح دوره أكثر شمولية، إلى جانب حرصه على التأكد من تحقيق الجانب المعرفي لدى المتعلمين بأعلى جودة في ظل تدخل التكنولوجيا، فهو يعمل أيضا على الاهتمام بالأبعاد النفسية والأخلاقية والاجتماعية التي لا يمكن أن تحققها الآلة مهما تطوّرت.
وقال إن على المعلم أن يدرك أن الطبيعة الرقمية للذكاء الاصطناعي توفر مجالاً معرفياً وأبعادا لا يمكن أن تتحقق في البيئة التقليدية النمطية للتعليم، لأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم ستساعد في اكتشاف أنماط تعلم جديدة ابتكارية، بما تتيحه من تحويل الكتب التعليمية التقليدية إلى كتب ذكية، ومنصات تتيح للمعلمين تصميم مصادر رقمية، ووسائط للتقييم الذاتي.
وثمن في ختام كلمته دور الندوة في مناقشة الموضوعات الهامة والضرورية لمشروع تحول التعليم الجديد في وقت تواجه فيه الأنظمة التعليمية في العالم العربي تحديات كبيرة نتيجة لتسارع تطور التقنيات والبرمجيات، معرباً عن أمله أن تخرج الندوة بحصيلة من المقترحات والأفكار الإبداعية لتسهم في تمكين الدول العربية من وضع وصياغة أطر تنظيمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمتها التعليمية.
كما ألقى الدكتور محمد الجمني مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالمنظمة كلمة بالنيابة عن معالي الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والتي بدأت بشكر الحضور على مشاركتهم في الندوة مشيراً إلى أنها تندرج في إطار تنفيذ إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالألكسو لمشروع" بناء القدرات العربية في استخدام التقانات الحديثة وتطوير المحتوى الرقمي العربي.
وقال إن تكنولوجيا الاتصال والمعلومات أصبحت خلال العشرية الأخيرة من أهمّ المكوّنات والأدوات في الحياة اليومية لكل فرد في العالم، كما أضحت ركيزة اقتصادية وتنموية هامة تعتمد عليها الدول لتخطيط وتنفيذ سياساتها الإصلاحية والاجتماعية والتنموية ووضع استراتيجياتها المستقبليّة.
وقال المدير العام للمنظمة : مع تسارع وتيرة التطوّرات التكنولوجية، أصبحنا نعيش اليوم على وقع «الثورة الصناعية الرابعة”، وهي الثورة الرقمية التي يشهدها العالم في عصر التحوّلات الرقمية الكبيرة المدفوعة بظهور العديد من المفاهيم الجديدة في المجال الرقمي مع تطوّر  شبكات الإنترنت والنفاذ إليها، مثل: الحوسبة السحابية ، البيانات الضخمة ، إنترنت الأشياء (IoT) ، الذكاء الاصطناعي (AI) ، تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس 5G وتكنولوجيا البلوك تشين، والتي من شأنها أن  تؤثر بطريقة جذرية على جميع أوجه حياتنا العملية والشخصيّة وتجعلها أسهل وأكثر راحة  ورفاهية، إذا ما توفّرت كل السبل الضرورية والوسائل المساعدة على ذلك.
وشدد على أن الانتقال التكنولوجي، بالرغم ممّا يمثله من فرصة للدول العربية للحاق بركب الدول المتقدمة واستغلال الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا من خلال دمج للخدمات وشموليتها مع الاعتماد على وسائط سهلة التركيز وبكلفة تنافسية في جميع القطاعات الاقتصاديّة، يمكن أن يتحوّل إلى عقبات وتحديات يستوجب تجاوزها لتفادي هذه الشبكات والتكنولوجيا من قبل مخترقي الشبكات مما من شأنه أن يؤثر سلبا على المستخدمين من أفراد وشركات ومؤسسات حكومية أو منظّمات في المنطقة.
ونوّه إلى أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ارتأت مواصلة سباقها نحو التطور التكنولوجي من خلال تنفيذ مشاريع كبرى رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، من شأنها أن تساهم في دفع القطاع التكنولوجي في الدول العربية، كما سعت الألكسو للتعاون مع عدة مؤسسات عربية ودولية لدعم الدول ذات الأوضاع الخاصة من خلال منح هذه الدول 6000 جهاز حاسوب وأجهزة محمول بالتعاون مع مؤسسة الألفية للتنمية المستدامة ومؤسسة INTEL .
وأشار إلى  مشاركة الألكسو  مؤخرا في "قمة تحويل التعليم" التي انعقدت في سبتمبر 2022 بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك،  والتي أطلقت  خلالها مبادرة التضامن الرقمي؛ وهي عبارة عن أجهزة حاسوب متصلة بالإنترنت للتعليم والتعلّم للجميع والتي تهدف أساساً إلى المساهمة في تطوير رؤية استراتيجية عربية لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والمتعلق بـ" ضمان التّعليم الجيّد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التّعلم مدى الحياة للجميع"وبالتحديد الغاية 4.أ. المتصلة بـ" بناء مرافق تعليمية تراعي الأطفال، وذوي الإعاقة، والفروق بين الجنسين، ورفع مستوى المرافق التعليمية القائمة، وتهيئة بيئة تعليمية فعالة ومأمونة وخالية من العنف وشاملة للجميع". مؤكدا أن توفير جهاز حاسوب متصل بالإنترنت لكل طالب وكل مدرس يعتبر اليوم شرطا ضروريا لتحقيق هذا الهدف الرابع.
وأضاف: وها نحن اليوم بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي نسعى إلى تعزيز العمل العربي المشترك وذلك لخدمة أوطاننا العربية من خلال هذه الندوة العلمية والتي تهتم بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم.
واستعرض الدكتور محمد الجمني، مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالألكسو مشروعات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مجال الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين لحماية الشهادات العربية من التزوير، والدليل العربي لتدريس الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الميتافيرس، والأسبوع العربي للبرمجة وغيرها من المشروعات الرقمية.
وعبر منصة زووم تحدث في الندوة الدكتور أبو العلاء حسنين من جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وآفاقه في التعليم. كما تحدث في الندوة -عبر منصة زووم- كل من الدكتور أشرف درويش من جامعة حلوان جمهورية مصر العربية حول تكنولوجيا الميتافيرس واستخداماتها في التعليم ،والدكتور احمد التليلي من بكين بجمهورية الصين الشعبية عن أهم التجارب العالمية في تدريس الذكاء الاصطناعي في مراحل مبكرة من التعليم مستعرضاً التجربة الصينية والأمريكية والكندية وتجربة كوريا الجنوبية وأهم معطياتها.
وحضورياً قام الدكتور ملاذ المراكشي/خبير في مجال الذكاء الاصطناعي بالشرح حول توطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي. كما تحدث في الندوة الأستاذ شهاب الدين المنشاوي – أخصائي معايير تكنولوجيا معلومات بقسم تكنولوجيا المعلومات بإدارة التوجيه التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي حول: تقديم مشروع الألكسو في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مراحل التعليم الابتدائي والثانوي، مستعرضاً مستويات تدريس الذكاء الاصطناعي في الدول العربية سواء بشكل منفصل أو بشكل تكاملي ومعايير وإطارات الذكاء الاصطناعي ومتطلبات تدريسه.
وفي ختام الندوة جرى حوار تربوي وتعليمي هادف حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وماهيتها ومتطلبات تدريسها وفوائدها، طرح فيه المشاركون العديد من التساؤلات والاستفسارات، وقام المحاضرون بالمناقشة والرد على التساؤلات.
يذكر أن الألكسو نظمت الندوة الافتراضية الأولى عن بعد في سنة 2021 إذ قامت من خلالها بتشكيل فريق عمل متخصص من الخبراء لإعداد دليل تربوي خاص بتدريس تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في المدارس الابتدائية والثانوية(k12) بالوطن العربي بهدف تعزيز فرص المعلمين في التعلم وتطوير امكانياتهم الفردية في مجال الذكاء الاصطناعي وتدريس التلاميذ في المدارس الابتدائية والثانوية هذا المجال.
وتأتي أهمية هذه الندوة لكون الذكاء الاصطناعي من أهم التكنولوجيات الناشئة التي لها تأثير كبير على المنظومة التعليمية، حيث أعطى التعليم إمكانيات هائلة لتطوير عدة جوانب وأدوات تعليمية بما يحقق أهداف التنمية المستدامة. تتيح هذه الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لجميع الطلاب إمكانية الوصول إلى التعلم في أي وقت وفي أي مكان، وتمكنهم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع من استكشاف ما يناسبهم، والوصول إلى تعليم عالي الجودة دون تكبد نفقات السفر والمعيشة. لذلك أصبح تعليم الذكاء الاصطناعي أمرًا ضروريًا لتحويل المعرفة إلى عامة الناس ليلامس جميع القطاعات في وقت واحد.
وفي ختام الندوة تم تكريم المشاركين لدورهم  الفعال في إثراء الحوار في جلسات الندوة


نشرة الزاجل

فعاليات الشهر

<أبريل 2024>
السبتالأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعة
303112345
6789101112
13141516171819
20212223242526
27282930123
45678910

استطلاع رأي

كيف ترى محتويات الموقع الجديدة